بيان البراليون السعوديون

كتب الليبراليون السعوديون بياناً في مناصرة التائهين في حرية الكفر،
وجمعوا لأجله توقيعات من لا يفقه حديثاً إلى من لا يسمع له قولاً.

قلبي عليكم أيها الليبراليون، كم يؤلمني أن أراكم في مثل هذه الحالة
المرثية، يوم تلملمون من هبّ ودبّ، وتحشرون كلّ من يهرِف ومن لا يُعرَف
ليخرج لكم شيء تسمونه بياناً، تقلّدون فيه بيانات المشايخ والعلماء، وقد
ستركم الله بستره وغفل عنكم الناس فما الذي دعاكم لتكونوا مضحكة للقاصي
والداني!

داعي الرحمة والشفقة في نفسي يدعوني لأكفّ قليلاً عن
توجيه سهام النقد لمثل هذه البيانات، فحالها مؤسف، ومرآها محزن، فلقد رأى
الليبراليون السعوديون بيانات المشايخ تسابق الأحداث وتفصّل المواقف ويطير
بها الناس في كلّ مكان، فحسبوا أنهم رجال كالمشايخ، ولهم مقام كأفاضل
العلماء، وأن المجتمع قائم على قدميه ينتظر كلمتهم وتوجيههم في القضايا
والنوازل.

كيف لا أرحمهم، وهم يجمعون توقيعات ( طالبة علم، ناشط
، موظفة ، مثقف ) ، وفيها من الأناسيّ ما تقتضي الحكمة أن يوقع سراً لا أن
يكثّر به الأسماء، وقد يتطوّر بهم الحال فيحتاجون في بيان قادم إلى ( ذكر
، أنثى ، شخص ) وإذا كثرت عليهم البيانات فربما ( موجود، شيء، كائن ).

لست أدري والله لم أنزل الليبراليون خزيهم وفضيحتهم على شكل بيان تقليدا وتشبها بالمشايخ والفضلاء؟

هم يعلمون قدرهم ومكانتهم في المجتمع السعودي، فلا يمكن أن يكون البيان
موجها للناس لأن الناس لا يعرفونهم، ولو عرفوهم فلن يسمعوا منهم ولو كان
قولهم حقّاً، لأن الليبرالية صفة منبوذة وأهلها غير معترف بهم لدى كلّ
فئات المجتمع.

فهل كتبوا البيان سخرية من بيانات المشايخ، أم
أرادوا التشويش على بيانات المشايخ بإكثار البيانات، أم هي تجربة يختبرون
حالهم ومستوى قبول الناس لهم؟

لست أدري بالضبط، لكنّي أستبعد أن
يكون الليبراليون في قواهم العقلية حين يريدون من نشر هذه البيانات ما
يريده المشايخ والعلماء من نشر بياناتهم، وأجزم أن كلّ ليبرالي في هذا
البلد يعلم أن كلمة من أي عالمٍ يوقّع على أي بيان تبيع جميع الليبراليين
في السعودية وتشتريهم، وما أرى إلا أن عقلية التقليد والتبعية الراسخة في
ضمير الليبراليين السعوديين تؤدي بهم لمثل هذه الحلول التي تضحك الناس
عليهم، وستكون مادة دسمة للفكاهة والبسمة في مجالس العامة ومنتديات
الخاصّة!

أما بعد،،، ثمّ أخيراًُ ..

فلقد عرّى هذا
البيان الوجه الحقيقي لليبراليين في السعودية، وأبرزهم على السطح كما هم
حقيقة من غير نفاق وخداع، فلقد سئمنا من كليشاتهم الملونة في احترام
الشريعة وتعظيم النص والالتزام بالدين في كلّ مخلّفاتهم وتجديفاتهم، ثم
مللنا من أساليب التلون والتقلب التي تخفي في طياتها الإعراض عن النص
والاستهانة بالدليل، فجاءت هذه القضية لتعلن البلاء الأعظم والإشكال
الأكبر في مسيرة الليبرالية في معركتها وخصومتها للتيار الإسلامي.

القضية التي يقف الليبراليون خصوماً ضدها ليست مسألة من مسائل الإباحة حتى
يرموا مخالفيهم بأنهم متشددين، ولا من المسائل الاجتهادية التي يوهمون
الناس أنهم مع الآراء الفقهية الأخرى، ولا في مسألة خلافية ليقولوا أنّهم
ضدّ مشايخ الصحوة والتطرّف.

بل هي مسألة نصّية قطعيّة إجماعية ضرورية،

بل وأعظم من ذلك، هي من أعظم المسائل قطعية وظهورا وجلاء وبيانا، يعرفها
الصغير والكبير والجاهل والعالم، ويعرفها حتى غير المسلم، فالكافر يدرك
جليا أن عدم دخوله في الإسلام يعني أنه محكوم عليه في النار في اعتقاد أهل
الإسلام، كما أننا نعلم أن النصارى يحكمون بخلودنا في النار.

إني أستوعب أن يأتي شخص ويقول إن غير المسلمين ليسوا بكفار ولا من أهل النار.

فهذا رأيه، وقد قال الكفار من قبله مثل قوله وأعظم.

أما أن يأتي مثل هذا الأحمق فيقول إن دين الإسلام يقرّر هذا، فهذا قبل أن يكون كفراً ، هو خبل وجنون، وفقدان للأهلية!.

رجل لا يصوم ولا يصلي ولا يشهد أن لا إله إلا الله، ولا يقرّ أن النبي صلى
الله عليه وسلم رسول من عند ربه، بل يعتقد أنه كاذب ومخادع، ويكذّب بكل ما
جاء في القرآن، ولا يلتزم بأوامر الله ولا أوامر رسوله صلى الله عليه
وسلم، بل لا يرى أن القرآن أصلا وحي من الله، بل هو من وضع النبي صلى الله
عليه وسلم.

من يشكّ في كفر هذا، هل يعرف من الإسلام نقيرا، أم يحترم من النص قطميرا!

إن العلماء أجمعوا على كفر من يشك في بعض المحرمات الشرعية الظاهرة كالزنا
والخمر، لان من يشكّ فيها مكذب للنصوص الشرعية المتظافرة في حرمتها، فكيف
بمن يكذّب بكل الأحكام الشرعية، بل ويكذّب حتى بالقرآن الذي جاء بهذه
الأحكام، وبالرسول الذي أنزل عليه القرآن.

فدفاع الليبراليين عن
مثل هذا الكفر يبيّن الجهل التام بالشرع، والأعراض الكلّي عن النصّ، إذ
جاء بيانهم باهتاً مصمتاً ليس فيه أثارة من علم ولا بصيص من نور، وهو بيان
أناس ما عرفوا الحكم الشرعي، ولم يريدوا حتى أن يعرفوه، ولو عرفوه لما
اتبعوه، ثمّ يصيحون في كلّ وادٍ بأنهم خصماء للإسلاميين والمتشددين
والمتطرفين!

هل أضحك، أم أعجب، أم أتثاءب، وأنا أقرأ لليبراليين
وهم يبكون على حرية التعبير حين طالب الشيخ البرّاك بمحاكمة من انتقل في
حرية التعبير إلى حرية الكفر، في نفس الوقت الذي يدعو فيه موقعو البيان
إلى محاسبة الشيخ البرّاك، وليس حتى محاكمته، لأنه يعلمون أن الشيخ حين
يحاكم إلى قضاء هذا البلد فسيحكم له بقبلة رأس على موقفه الشجاع وعلمه
الكبير، فلا مناص من محاسبته مباشرة، وإنزال العقوبات عليه من غير محاكمة
ولا معرفة للتهمة، فهذا موقفهم من علماء الأمة وأجلائها، وأما صبيان
الصحافة فهم خارج القضاء وفوق القانون!

كنتُ أظنّ أن الليبراليين
أعقل من أن يصدروا بيانا في مثل هذه القضايا القطعية، لكنّ قد ساقهم الله
إلى حتوفهم، وتعجلوا بأيديهم مرآى هلاكهم، حتى يدرك الناس كلّهم أن بلاء
الليبراليين هو مع النص والدليل الشرعي، فبدلاً أن يكون الدليل مصدر دلالة
وهداية يجب الانقياد والتسليم له صار مصدر بلاء ومشكلة يجب البحث عن سبيل
للتخلّص منه.
وقد غاب عن هذا البيان بعض من يراه الصغار من الليبرالية
كبيراً، وقد علم بما تبقّى من بقية عقل معيشي لديه أنّ الدخول في هذه
البيانات محرقة لا تبقي لهم دين ولا دنيا!

انتهى .

منقول للفائدة رفع الله قدر كاتبه

تحياتي ،،،،،،،،،،

شكراً ليكي يا أميـــــ القلوب ـــــرة
بيان البراليون السعوديون 6e9c854c6c

__________